Featured Video

اشترك معنا ليصلك كل جديد الموقع, اضغط علي "الانضمام لهذا الموقع"

موزارت

موزارت والموسيقي , معلومات عن موزارت ,قصة حياة موزارت ,تقرير كامل عن موزارت


مولده ونشأته 

موسيقي نمساوي ولد سنة 1756 م وهو من أعظم رجال الموسيقى كتب أول أعماله الموسيقية قبل أن يتجاوز سبعة أعوام , وقد أخرج أولى وبراته وهو في سن الرابعة عشرة , ونالت نجاحاً باهراً , وبــــدأ فــــــي هــــذه السن يطوف عواصم أوروبا ويعــــــزف في دور الأوبرا الكبرى بها , فيقر لــه أساتذة الموسيقى ونقادها بالتفوق والنبوغ , بل إن المجـــــاميع العلمية فــي إنجلترا شغلت بأمره منذ كان طفلاً , فقد ألف أربعاً مـــــــن أغـــانيه وإحـــــدى سيمفونياته وهو في سن الثامنة . ومنن أشهر أعماله الفنية " عـــــرس فيغاروا " و " الناي السحري " , توفي موزارت سنة 1791 م .






من الصعب تخيل مشهد أكثر مأساوية من ذلك المشهد، عربة موتى تجرها الخيول تخرج من مدينة فيينا حاملة جثة عبقري شاب قتل على يد خصم غيور، وبعد مراسم روتينية، تم دفن الجثة في قبر جماعي وتفرق العدد القليل من المشيعين، وهكذا أسدل الستار على حياة أعظم ملحن ومؤلف موسيقي على الاطلاق وولفجانج أيلديوس موزارت.

تلك هي، على الأقل القصة التي حملنا على تصديقها بفعل الفيلم السينمائي »أميديوس« الحائز على الأوسكار عدة مرات والذي صور موزارت كعبقري ذكي ولكنه غليظ يحب النكات الجافة ويزعج خصومه حتى قام أحدهم ويدعى انطونيو ساليري بقتله.

ان الحقيقة شأنها دائماً تعتبر أكثر تعقيداً ولكنها ليست أقل إثارة للدهشة، فموزارت كان بالفعل شخصاً عبقرياً أصابت مواهبه الموسيقية معاصريه بالذهول ولا تزال تبهر الجماهير حتى يومنا هذا.

وعلى نحو انفرد به عن جميع المؤلفين الموسيقيين، فقد أتقن موزارت جميع الألوان الموسيقية في عصره من السوناتة التي تعزف على البيانو إلى الرباعي الوتري ومن الأوبرا إلى الفيوج، وقد قام عملياً بابتكار كونشيرتو البيانو وأعطى مفهوماً جديداً للسيمفونية والموسيقى الحجرية، ولدى وفاته ترك ميراثاً موسيقياً لم يتم تجاوز نطاق تعبيره على الاطلاق، وهو مؤلف من 56 سيمفونية و21 كونشيرتو بيانو 19 سونانة بيانو و15 أوبرا والكثير من الأعمال الموسيقية الأخرى، وإذا ما عزفت أعماله لمدة ثماني ساعات في اليوم، فانها ستستغرق شهراً حتى تنتهي، وهذه الأعمال جميعها تم تأليفها في فترة حياة قصيرة لم تتجاوز 35 عاماً.

ان تحقيق مثل هذا الكم من الأعمال في وقت قصير يتطلب أكثر من مجرد عبقرية، فهو يتطلب تكريساً كاملاً للوقت وبداية مبكرة، وهذان الاثنان توفرا في موزارت.

ولد موزارت في سالزبورج بالنمسا في 27 يناير ،1756 وكان الولد الثاني لليوبولد موزارت، الذي كان نفسه موسيقياً محترفاً في بلاط الأمير في سالزبورج.

لم يمض وقت طويل حتى اكتشف ليوبولد ان ابنه الصغير يتمتع بمواهب موسيقية مذهلة، وعندما كان وولفجانج موزارت في عمر الثلاثة أعوام فقط، بدأ يعزف على أوتار البيان القيثاري الخاص بالعائلة، وفي سن الخامسة كان يؤلف معزوفات صغيرة على لوحة المفاتيح، وفي سن السادسة كان يعزف الكمان، ثم تفتحت عبقرية موزارت بشكل دفعت والده إلى القول بأن وولفجانج عرف في السنة الثامنة من عمره ما يمكن أن أتوقعه فقط من رجل في سن الأربعين«.

ولكن بالنسبة لـ ليوبولد، فان مواهب ولده قدمت ميزة اضافية تمثلت في الفرصة بمغادرة سالزبورج وكسب بعض المال، وخلال القرن الثامن عشر، كانت الطريقة المألوفة لدى الموسيقيين لكسب عيشهم هي في قبول وظيفة في بلاط ارستقراطي، فالنبلاء كانوا يوظفون فرق الأوركسترا لتسليتهم ولكنهم كانوا يعملون الموسيقيين العاملين لديهم كخدم أقل منهم في المرتبة الاجتماعية.

غير ان ليوبولد الذكي والموهوب، وجد ان الوضع يصعب تقبله، ولهذا عندما اكتشف ان ابنه طفل عبقري، لم يتوان في اتخاذ الاجراء المناسب، فقد أخذ ابنه وولفجانج، الذي اعتبره معزة من الله رأت النور في سالزبورج، في جولة بأوروبا سعياً لاكتساب الشهرة.

ومن سن السادسة وحتى السنوات الأولى لمراهقته، كان وولفجانج يؤدي معزوفاته أمام من هم أمثال الملك جورج الثالث ملك انجلترا، والأسرة الملكية الفرنسية، وكان منهمكاً أيضاً في التأليف، وقد كتب أولى سيمفونياته وهو في سن التاسعة وأول أوبرا جدية في سن الرابعة عشرة. وقد انتشرت أخبار عبقريته المذهلة في كل أرجاء أوروبا، ووضعت خطط ليوبولد المتعلقة بمستقبل ابنه المهني بشكل جيد إلى ان بدأ وولفجانج يشق طريقه الخاص بعيداً عن والده.

وتجسدت استقلالية العبقري الشاب عن والده في قراره الزواج من كونستانز، ابنة فريدولين ويبر، وهو مقلد موسيقي يعيش في ألمانيا. وفي غضون ذلك، واصلت عبقريته الارتقاء إلى العلا، وتدفقت من جعبته الكونشيرتات والسوناتات والرباعيات التي أظهرت نبوغاً لامعاً، وفي عام ،1785 كتب الملحن النمساوي الكبير فرانز هايدون إلى ليوبولد يقول: »ابنك هو أعظم ملحن عرفته«.

وتحسنت حظوظ موزارت أكثر من خلال الأوبرات التي قدمها مثل »زواج فيجارو« و»دون جيوفاني« وفي عام ،1787 استخدم كملحن للقصر من الملك جوزيف الثاني لكن موزارت وجد الراتب مخيباً للآمال ولا يكفي لمستلزمات الحياة التي شعر وزوجته أنهما يستحقانها، وقد أوقعهما هذا تحت طائلة الديون مما اضطر موزارت الى الاقتراض من الآخرين. وبدأ موزارت يظهر عدم احترام للسلطات العليا وكان ينهال على علية القوم بالاهانات والشتائم، وفي الوقت نفسه، وقع موزارت ضحية للاكتئاب.

ويقول بعض الباحثين ان موزارت شأن الأشخاص المبدعين عانى بانتظام من الاكتئاب وكان يجهد نفسه لكي يحقق انجازاً يغطي على مزاجه السيئ، ومهما تكن الحقيقة، فان موزارت استطاع خلال هذه الفترة أن يبدع ثلاثاً من أعظم سيمفونياته وهي التي تحمل الأرقام 39 و40 و41


............................................

منقول من 
شبكة السراب الثقافية

الامام الخميني

معلومات عن الامام الخميني , قصة حياة الامام الخميني , الثورة الايرانية ,تقرير عن الامام الخميني



1978

كانون الثاني: مظاهرات عنيفة في مدينة قم احتجاجا على نشر مقال في إحدى الصحف الإيرانية يهاجم الإمام الخميني.
شباط : مظاهرات في تبريز بمناسبة أربعين أحداث قم.
أيلول : احداث دامية في طهران بمناسبة عيد الفطر.
تشرين الأول: الإمام الخميني يغادر العراق إلى الكويت ومنها إلى فرنسا.
تشرين الثاني: المظاهرات تعم المدارس والجامعات في طهران، والسلطات تقمعها بعنف. سقوط حكومة شريف إمامي و تشكيل حكومة عسكرية برئاسة الجنرال أزهري. وتظاهرات يقوم بها الملايين من الإيرانيين ضد الشاه بمناسبة ذكرى عاشوراء.

1979

كانون الثاني: سقوط حكومة الأزهري، والشاه يؤلف حكومة برئاسة شهبور بختيار قبل ان يغادر إيران، فيما الإمام الخميني يعلن تشكيل "مجلس الثورة الإسلامية".
شباط : الإمام الخميني يغادر فرنسا إلى طهران حيث لقي استقبالا حاشدان ويسمي مهدي بزركان لرئاسة الحكومة الانتقالية. الجيش يستسلم أمام القوى الشعبية وحكومة بختيار تسقط، وبزركان يتولى السلطة بعد تشكيل "حزب الجمهورية الإسلامية".
نيسان : 99.5 بالمثة من الإيرانيين تصوت بـ "نعم" للجمهورية الإسلامية في استفتاء شعبي.
كانون الأول : إنجاز دستور الجمهورية الإسلامية وإقراره في استفتاء شعبي.

1980

كانون الثاني : أول انتخاب لرئيس الجمهورية وفوز أبو الحسن بني صدر.
آذار : انتخابات عامة وتشكيل أول "مجلس إسلامي" (برلمان).

إذا كان اكثر ما ميز القرن التاسع عشر فلسفيا وفكريا هو "المنهج العلماني" والكتابات التي عالجت شكل الدولة "المدنية"، فان القرن العشرين شهد، وخصوصا في النصف الثاني منه، حركة مضادة تماما، وتحولا نحو الأصولية الدينية، وتحديدا في العالمين العربي والإسلامي.
وأسباب ذلك غير عسيرة الإدراك، وأولها التعامل الغربي مع العالمين الإسلامي والعربي، اللذين أنهكتهما سنوات طويلة من الاستعمار التركي، بنوع من التعالي وعدم الاكتراث، إن لم نقل الاحتقار، إضافة إلى استغلال الخيرات الطبيعية والمواد الأولية.
وإذا كان زرع دولة إسرائيل في فلسطين قد شكل ذروة ذلك النوع من التعامل، فالمؤسف اليوم أن "الحرب" الفعلية ليست قائمة بين القوى الغربية من جهة والعربية والإسلامية من جهة أخرى، بل قائمة بالفعل بين العرب والمسلمين أنفسهم، والضحايا تتساقط بالمئات والآلاف.
حتى الصراع الفكري الذي يظهر في وسائل الإعلام إنما يدور بين "مكفرين" و "مكفرين" من داخل الدين الواحد والمذهب الواحد، ولا يتناول إلا عرضا الشأن الأساسي وهو الصراع بين الغرب والشرق، أي فلسفيا: الاستجابة إلى تحدي الغرب الفكري بالرد عليه بتحد يواز يه أو يفوقه. ويكاد يبدو وكان التسامح إنما يمارس مع العدو لا مع المقربين الذين هم أولى بالمعروف.
ما من شك بان قمة الحركة الأصولية كانت نجاح الإمام الخميني بالإطاحة بشاه إيران وتحويل الإمبراطورية الفارسية التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين إلى دولة إسلامية.
ولد آية الله الخميني عام 1901 من عائلة دينية في مدينة خمين بإيران، وكان والده آية الله السيد مصطفى الموسوي قد درس في النجف الاشرف وسامراء ثم عاد إلى خمين وصار زعيما دينيا حتى وفاته المبكرة وهو في الثانية والأربعين.
اهتمت والدة الإمام بتربيته مع عمته صاحبة، ولكنهما توفيتا كلتاهما قبل بلوغه الخامسة عشرة، فتولى رعايته شقيقه الأكبر ولقنه قواعد اللغة العربية والمنطق إضافة إلى مواضيع أخرى. بعد ذلك درس الإمام الخميني في مدرستي الشريعة في آراك وقم وصار مختصا بالآداب والفقه والتشريع الإسلامي.
بدأ حياته العملية مدرسا للفلسفة والفقه وهو في السابعة والعشرين، ثم تزوج وهو في الثلاثين. ورزق بصبيين وثلاث بنات.
صرف الإمام الخميني معظم حياته في تدريس الشريعة الإسلامية حسب المذهب الجعفري الاثني عشري وفي دراستها والتعمق بها أيضا.
أولى مجابهاته مع حكومات الشاه حصلت عام 1962 عندما قامت الحكومة بإقرار قانون سمح لكل المواطنين الإيرانيين، بمن فيهم غير المسلمين، بالترشيح للانتخابات النيابية، مسقطة من القانون السابق الشرط القاضي بان يكون المرشح مسلما. فقد أرسل الإمام احتجاجا قويا إلى رئيس الحكومة متهما إياه بالرضوخ لإرادة الصهيونية العالمية، ومحذرا من أن ذلك القانون يشكل كارثة، وان عواقبه ستكون وخيمة جدا على إيران.
وفي السنة التالية اصدر الإمام فتوى بعدم جواز الاحتفال برأس السنة الميلادية لمصادفته ذكرى اغتيال الإمام الصديق، فردت الحكومة بإرسال فرقة عسكرية كبيرة إلى مدينة قم في تلك الليلة. وعندما وصل الخبر إلى الإمام دعا الأهالي إلى الهدوء. وفي العاشر من شهر محرم حسب التقويم الهجري ألقى الإمام خطبة عنيفة جدا هاجم فيها الحكومة، متهما إياها بالرضوخ للمخططات الصهيونية التي تهدف إلى تحقير القرآن الكريم وتصفية الزعماء الدينيين والسماح لإسرائيل بان تحكم قبضتها على الاقتصاد الإيراني.
أحكمت قوات الشاه طوقها على مدينة قم وألقت القبض على الإمام ونقلته إلى سجن "القصر" في طهران. فنزل الناس إلى الشوارع في قم بقيادة الحاج مصطفى الخميني، ابن الإمام، وقاموا بالتظاهر والاحتجاجات على اعتقال زعيمهم الديني. وفي اليوم التالي قامت مظاهرات مماثلة في طهران، وقد قمعتها قوات الأمن مما أدى إلى سقوط 15 ألف قتيل في طهران و 400 في قم، فيما كان الشاه يصدر أمره بإعدام الإمام الخميني فورا.
وقد أسرع آية الله العظمى شريعة المداري، وهو من كبار الزعماء الدينيين في إيران إلى إصدار فتوى سلمها حالا إلى الشاه والى حكومته، مفادها أن الإمام الخميني هو "مجتهد" في الشريعة الإسلامية، وبالتالي لا يجوز إعدامه حسب نص صريح في الدستور الإيراني. وهكذا لم يجد الشاه أمامه إلا الاتفاق مع تركيا على نفي الإمام إليها وإقامته في مدينة ازمير في تشرين الثاني 1964. وقد منعت الحكومة التركية الزيارات والمقابلات عن الإمام وراقبت ما كان يرسله أو يصله بالبريد.بعد فترة تعرضت تركيا لضغوط خارجية من اجل ترحيل الإمام عنها، وأعلمت إيران بذلك. وبعد مفاوضات قبل العراق بلجوء الإمام إليها شرط ألا تتدخل السلطات الإيرانية بمصيره هناك.
وقد نظم آية الله السيد محمد الشيرازي وهو من كبار المراجع الدينية في العراق، استقبالا كبيرا للإمام الخميني في قرية المزياب على حدود محافظة كربلاء، ثم ركبا سيارة مكشوفة أوصلتهما إلى المدينة المقدسة كربلاء نفسها حيث نزل الإمام الخميني ضيفا على الإمام الشيرازي لمدة ثلاثة اشهر عقدا خلالها العديد من الاجتماعات ووضعا الخطط التي اعتقدا أنها ستؤدي في النهاية إلى الإطاحة بالشاه وتشكيل حكومة إسلامية في إيران.
بعد ذلك انتقل الإمام الخميني إلى النجف الاشرف حيث بقي هناك حتى عام 1978، متابعا عن كثب انتفاضة الشعب الإيراني ضد الشاه.
مع بدء الأحداث الدموية في إيران طلب الإمام الخميني مغادرة العراق إلى الكويت، فأوصله رجال المخابرات العراقية إلى الحدود. إلا أن السلطات الكويتية رفضت استقباله، ولم تسمح له بدخول البلاد إلا بعد التأكد من انه سيذهب إلى المطار ليسافر من هناك إلى فرنسا التي قبلت أن تستقبله. وهناك اجتمع حوله معاونوه وأعلنوا تشكيل "مجلس الثورة الإسلامية".
كانت انتفاضة الشعب الإيراني قد بلغت ذروتها، وراحت حكومات الشاه تتساقط الواحدة بعد الأخرى، وعمت المظاهرات المدن الكبرى والصغرى على السواء، مما اضطر الشاه إلى مغادرة البلاد في مطلع 1978، محاولا اللجوء إلى عدة بلدان غربية، ولكنها كلها رفضت منحه حق الإقامة، فذهب أخيرا إلى مصر، وهناك استقبله الرئيس المصري الراحل أنور السادات.
بعد مغادرة الشاه إيران عاد إليها الإمام الخميني حيث استقبله الشعب استقبالا عارما، وأعلن فورا عن تكليف مهدي بزركان بتشكيل حكومة انتقالية، فيما كان أفراد الجيش يستسلمون أمام القوة الشعبية، وحكومة شهبور بختيار التي شكلها الشاه قبل رحيله تسقط تحت وطأة الضغوط السياسية وانعدام السلطة الفعلية لديها.
بعد استتباب السلطة للإمام الخميني جرى استفتاء الشعب على قيام جمهورية إسلامية، فوافق بشبه إجماع. ثم تم العمل على وضع دستور للجمهورية فوافق عليه الشعب باستفتاء آخر. وشهد عام 1980 انتخاب أول رئيس للجمهورية، أبي الحسن بني صدر، ثم أول مجلس إسلامي (برلمان).
لم تخل السنوات الأولى للثورة من صراعات عنيفة واغتيالات، كان أبرزها نسف مقر البرلمان وسقوط ما يقارب 70 من أعضائه في حزيران 1981.
ثم نشبت الحرب العراقية ـ الإيرانية التي دامت ما يقارب الثماني سنوات، والتي أعلن الإمام الخميني نهايتها، حسب الشروط العراقية، "والألم يحز في نفسه" على حد تعبيره في الكلمة التي ألقاها بتلك المناسبة.
لم تمض اشهر معدودة على نهاية الحرب حتى أصيب الإمام الخميني بمرض عضال، وأجرى عدة عمليات جراحية أدت في النهاية إلى وفاته
.

محمد علي كلاي

معلومات عن محمد علي كلا , قصة حياة الملاكم محمد علي كلاي , تقرير عن الملاكم محمد علي كلاي , بحث شامل عن الملاكم محمد علي كلاي
مولده ونشأته

محمد علي كلايوُلِدَ في عام 1942م في مدينة لويزفيل بولاية كينتاكي الأمريكية، لأسرة فقيرة من الزنوج الأمريكان، وعانى مع أسرته من سياسة التفرقة العنصرية التي كانت سائدة في هذه الفترة.
وكانت بدايته في عالم الملاكمة عام 1954م، في تلك الأثناء لم يكن الصبي كاسيوس مارسيلس كلاي قد تجاوز الـ12 من عمره عندما سرق أحد الأشخاص دراجته الهوائية وهو يلعب مع أحد أصدقائه في إحدى صالات الألعاب بالمدينة، وثار الصبي ثورة عارمة عندما اكتشف سرقة دراجته، وتلفظ بألفاظ التهديد والوعيد
قائلاً: إنه سيسحق السارق سحقًا أو يضربه ضربًا مبرحًا عندما يعثر عليه.
وتوجه بالكلام إلى رجل شرطة وجده أمامه، فما كان من رجل الشرطة إلا أن سخر من الصبي الطويل النحيف قائلاً له: "من الأفضل لك أن تتعلم الملاكمة أولاً قبل أن تحاول ضرب أحد".
ولم يخطر ببال هذا الشرطي أنه - بهذه الجملة الساخرة - كان سببًا في تغيير مسار حياة هذا الصبي، وتوجيهه إلى تعلُّم الملاكمة ثم احترافها.


 
احترافه الملاكمة
 
احترف محمد علي رياضة الملاكمة عام 1960م، وكان عمره 18 عامًا بعد أن أحرز للولايات المتحدة الميدالية الذهبية في دورة روما الأوليمبية.
وفي عام 1964م صُدِمَ العالم عندما استطاع محمد علي إقصاء الملاكم سوني ليستون عن عرش الملاكمة، وكان عمره آنذاك لا يتجاوز 22 عامًا.
وبدأ نجم كلاي في الصعود بعد تلك المباراة، بل إنه أصبح بطلاً للشباب الأميركي وقتذاك.
وفي عام 1967م وفي قمة انتصاراته في عالم الملاكمة كانت الولايات المتحدة متورطة حتى أذنيها في حرب فيتنام، فتمَّ سحب اللقب منه بسبب رفضه الالتحاق بالخدمة العسكرية في جيش الولايات المتحدة أثناء حرب فيتنام؛ اعتراضًا منه على الحرب شأنه شأن الكثير في ذلك الوقت.
وأحيل محمد علي إلى السجن وتمَّ إلغاء رخصة الملاكمة التي كانت لديه، وتمَّ تجريده من بطولة العالم في الملاكمة، ولكن بعد أربع سنوات ألغت المحكمة العليا قرار إدانته، وقالت في حكم جديد: إن رفضه لأداء الخدمة العسكرية لم يكن بدافع جُرمي، وإنما يتماشى مع تعارض الحرب مع قناعة ضميره كونه يدين بالإسلام.

عاد محمد علي للملاكمة مرة أخرى عام 1970م في مباراة وُصِفَت بأنها (مباراة القرن) ضد فريزر، حيث لم تُسجَّل هزيمة لأي منهما في أي مباراة من قبل، وكانت مباراة من ثلاث مباريات متفرِّقة، فاز محمد علي باثنتين منها.
وفي عام 1974م هَزَم محمد علي الملاكم القوي فورمان، ليستعيد بذلك عرش الملاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم بأسره.
وقد حقَّق محمد علي في مسيرته الرياضية الاحترافية مع الملاكمة 56 انتصارًا، منها 37 بالضربة القاضية.

 
قصة إسلامه
 
أعلن كاسيوس كلاي إسلامه في عام 1975م، واختار لنفسه اسم محمد علي كلاي.
وللملاكم محمد علي كلاي تسعة أبناء وبنات هم: مريم، ورشيدة، وجميلة، وهناء، وليلى، وخليلة، وميا، ومحمد جونيور، وأسعد.

يقول الباحث زاهد بخاري - وهو زميل في مركز التفاهم الإسلامي المسيحي بجامعة جورج تاون -: "إنه إذا طُلب من المسلمين في جميع أنحاء العالم أن يذكروا أسماء أكثر خمس شخصيات إسلامية محبوبة في القرن الـ20، فإنني واثق من أن هناك شخصيتين ستكونان ضمن الخمس: وهما محمد علي، ومالكولم إكس".
ومن مفارقات الأقدار أن مالكولم إكس هو الذي أقنع محمد علي بالتعرف على جماعة أمة الإسلام، وحبَّبه في الدين الجديد.

ولم تستمر علاقة محمد علي كلاي بجماعة أمَّة الإسلام طويلاً؛ حيث كان يختلف مع الكثير من أفكارهم، ولكنه - رغم انفصاله عن جماعة أمَّة الإسلام - استمرَّ في أعماله الخيرية والدعوية محاولاً تصحيح الصورة الخاطئة التي رسخت في أذهان الغرب عن الإسلام والمسلمين.

ويعترف كلاي أنه بدأ يشعر بشعور روحاني لأول مرة في حياته، عندما دخل المسجد في ميامي.

شخصيته وأفكاره
 
في أحد المؤتمرات الصحفية تحدث كلاي عن نفسه قائلاً:
"إنني ولد وحيد، لم أرتكب خطأً في حياتي، ولم أدخل السجن، ولم أُقدَّم لمحكمة، ولم أنضم إلى جماعات متطرفة، ولا أُعِير النساء البيض اللاتي يحاولن إغوائي أيَّ اهتمام، ولا أفرض نفسي على الناس الذين لا يريدونني، وأحب الناس البيض وأحب ناسي أيضًا (أي الناس السود)، وأعتقد أنهم يمكن أن يعيشوا معًا دون أن يتحرّش بعضُهم ببعض".


مرضه
 
أصيب محمد علي بمرض الشلل الرعاش من جرَّاء لعبه الملاكمة، إلا أنه لا يزال رمزًا رياضيًّا محبوبًا إلى الآن، وأثناء مرضه كان صابرًا لأقصى درجة؛ حيث إنه كان دائمًا يقول: إنَّ الله ابتلاه ليقول له: إنه ليس الأعظم، بل إن الله هو الأعظم.


إسهاماته
 
في عام 2005م أنشأ محمد علي مركزًا في مسقط رأسه لويزفيل باسم مركز محمد علي، حيث يعرض فيه حاليًا مقتنيات تذكارية، كما يعمل المركز كمنظمة غير ربحية على نشر أفكار السلام، والرخاء الاجتماعي، ومساعدة المحتاجين، والقيم النبيلة التي يؤمن بها محمد علي.

ويتضمن مركز محمد علي قسمًا خاصًّا بــالتعليم يهدف إلى تشجيع التفوّق.
وقال محمد علي في بيان تأسيس المركز: "أريد مكانًا يحض الأشخاص على أن يعطوا أفضل ما عندهم في أيِّ مجالٍ يختارونه".

وأضاف: "أراد أنصاري أن يبنوا مُتحفًا ليكرِّس إنجازاتي، ولكنني أردت أكثر من مجرد مبنى يضم ذكرياتي؛ فلطالما تحدّيت الحدود في حياتي.
أنا رجل عادي عمل بجهد لتطوير الموهبة التي وهبني الله إياها".
وقد كُلِّف المركز 75 مليون دولار أمريكي، ورُفِعَت عليه أعلام 141 دولة أسهم أطفالها في أعمال المركز.

ومنذ أن بدأ محمد علي مسيرة العمل الخيري سافر إلى بلدان كثيرة لتقديم المساعدات الطبية للأطفال والفقراء، ومن بين البلدان التي زارها: المغرب، وساحل العاج، وإندونيسيا، والمكسيك، وغيرها.

ولا يقتصر نشاط مؤسسته الخيرية على الخارج، بل تكثِّف جهودها لمساعدة التجمعات الفقيرة داخل الولايات المتحدة، خصوصًا بين الأميركيين الأفارقة الذين يحظى بحبهم واحترامهم.

وقد أعلنت زوجة محمد علي أن المركز الذي أقيم باسمه في مسقط رأسه يُشكِّل ذروة حـلم زوجها الطويل والكبير
وقالت: "شعرنا أن دائرة في حياتنا قد اكتملت".

......................................

منقول من 
شبكة السراب الثقافية

عمر المختار

معلومات عن عمر المختار , نبذة عن عمر المختار , تقرير عن عمر المختار , اسد الصحراء


عمر المختار

الملقب بشيخ الشهداء أو أسد الصحراء

قائد عربي مسلم حارب قوات الغزو الايطالية منذ دخولها أرض ليبيا إلى عام 1931. حارب الإيطاليين وهو يبلغ من العمر 53 عاماً أكثر من عشرين عاما في اكثر من الف معركة و استشهد بأعدامه شنقاً و توفي عن عمر يناهز 73 عاما.

نسبه

هو عمر بن المختار بن عمر ، من بيت فرحات من قبيلة بريدان وهي بطن من قبيلة المنفة. امه عائشة بنت محارب

مولده ونشأته

ربى يتيما، حيث وافت المنية والده مختار بن عمر وهو في طريقه إلى مكة المكرمة بصحبة زوجته عائشة.

تلقى عمر المختار تعليمه الأول في زاوية جنزور, ثم سافر إلى الجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعوام للدراسة والتحصيل على كبار علماء ومشايخ السنوسية في مقدمتهم الإمام السيد المهدي السنوسي قطب الحركة السنوسية، فدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى.



ظهرت عليه علامات النجابة ورزانة العقل، فاستحوذ على اهتمام ورعاية أستاذه السيد المهدي السنوسى مما زاده رفعة وسمو، فتناولته الألسن بالثناء بين العلماء ومشايخ القبائل وأعيان المدن حتى قال فيه السيد المهدي واصفاً إياه " لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم".
فقد وهبه الله تعالى ملكات منها جشاشة صوته البدوي وعذوبة لسانه واختياره للألفاظ المؤثرة في فن المخاطبة وجاذبية ساحرة لدرجة السيطرة على مستمعيه وشد انتباههم،

وقد استقر المختار فترة من الزمن في قرو مناضلاً ومقاتلاً, ثم عين شيخاً لزاوية (عين كلك) ليقضي فترة من حياته معلماً ومبشراً بالإسلام في تلك الأصقاع النائية.
وبعد وفاة السيد محمد المهدي السنوسي تم استدعاؤه حيث عين شيخاً لزاوية القصور

معلم يتحول إلى مجاهد
عاش عمر المختار حرب التحرير و الجهاد منذ بدايتها يوماً بيوم, وعندما علم بالغزو الإيطالي فيما عرف بالحرب العثمانية الإيطالية سارع إلى مراكز تجمع المجاهدين حيث ساهم في تأسيس دور بنينه وتنظيم حركة الجهاد والمقاومة إلى أن وصل السيد أحمد الشريف قادماً من الكفرة.




الفاشيست والمجاهدون

بعد الانقلاب الفاشي في إيطالي وبعد الانتصار الذي تحقق في تلك الحرب إلى الجانب الذي انضمت إليه إيطاليا. تغيرت الأوضاع داخل ليبيا واشتدت الضغوط على السيد محمد إدريس السنوسي, واضطر إلى ترك البلاد عاهداً بالأعمال العسكرية والسياسية إلى عمر المختار في الوقت الذي قام أخاه الرضا مقامه في الإشراف على الشئون الدينية.

تظاهر الحاكم الجديد لليبيا في رغبته للسلام لإيجاد الوقت اللازم لتنفيذ خططه وتغيير أسلوب القتال لدى جنوده,وطلب مفاوضة عمر المختار




واستجاب الشيخ لنداء السلام وحاول التفاهم معهم على صيغة ليخرجوا من دوامة الدمار. فذهب كبيرهم للقاء عمر المختار ورفاقه القادة في سيدي ارحومه.
ورأس الوفد الإيطالي بادول يونفسه، ولكن لم يكن الغرض هوالتفاوض، ولكن المماطلة وشراء الوقت لتلتقط قواتهم أنفاسها، وقصد الغزاة الغدر به والدس عليه وتأليب أنصاره والأهالي وفتنة الملتفين حوله..

وعندما وجد المختار أن تلك المفاوضات تطلب منه اما مغادرة البلاد إلى الحجاز او مصر أو البقاء في برقة و انهاء الجهاد والإستسلام مقابل الأموال والإغراءات, رفض كل تلك العروض, وكبطل شريف ومجاهد عظيم عمد إلى الاختيار الثالث وهو مواصلة الجهاد حتى النصر أو الشهادة.

تبين للمختار غدر الإيطاليين وخداعهم,

وجه نداء إلى أبناء وطنه طالبهم فيه بالحرص واليقظة أمام ألاعيب الغزاة.
وصحت توقعات عمر المختار اذ ألقت الطائرات بقذائفها على المجاهدين,
المختار في الأسر



في معركة السانية سقطت من الشيخ عمر المختار نظارته، وعندما وجدها أحد جنود الطليان وأوصلها لقيادته، فرائها غراتسياني فقال: "الآن أصبحت لدينا النظارة، وسيتبعها الرأس يوماً ما".


وبينما كان الشيخ عمر المختار يستطلع منطقة سلنطة في كوكبة من فرسانه، عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه فأرسلت قوات لحصاره ولحقها تعزيزات، واشتبك الفريقين في وادي بوطاقة ورجحت الكفة للعدوفأمر عمر المختار بفك الطوق والتفرق، ولكن قُتلت فرسه تحته وسقطت على يده مما شل حركته نهائياً. فلم يتمكن من تخليص نفسه ولم يستطع تناول بندقيته ليدافع عن نفسه، فسرعان ماحاصره العدو من كل الجهات وتعرفوا على شخصيته، فنقل على الفور إلي مرسى سوسه ومن ثم وضع على طراد الذي نقله رأسا إلي بنغازي حيث أودع السجن الكبير بمنطقة سيدي اخريبيش. ولم يستطع الطليان نقل الشيخ براً لخوفهم من تعرض المجاهدين لهم في محاولة لتخليص قائدهم.
كان لاعتقاله في صفوف العدو، صدىً كبيراً، حتى أن غراسياني لم يصدّق ذلك في بادىء الأمر،وكان غراتسياني في روما حينها كئيباً حزيناً منهار الأعصاب في طريقه إلي باريس للاستجمام والراحة تهرباً من الساحة بعد فشله في القضاء على المجاهدين في برقة، حيث بدأت الأقلام اللاذعة في إيطاليا تنال منه والانتقادات المرة تأتيه من رفاقه مشككة في مقدرته على إدارة الصراع. وإذا بالقدر يلعب دوره ويتلقى برقية مستعجلة من نغازي مفادها إن عدوه اللدود عمر المختار وراء القضبان. فأصيب غراتسياني بحالة هستيرية كاد لا يصدق الخبر. فتارة يجلس على مقعده وتارة يقوم، وأخرى يخرج متمشياً على قدميه محدثاً نفسه بصوت عال، ويشير بيديه ويقول: "صحيح قبضوا على عمر المختار ؟ ويرد على نفسه لا، لا اعتقد." ولم يسترح باله فقرر إلغاء أجازته واستقل طائرة خاصة وهبط ببنغازي في نفس اليوم وطلب إحضار عمر المختار إلي مكتبه لكي يراه بأم عينيه.


"وعندما حضر أمام مكتبي تهيأ لي أن أرى فيه شخصية آلاف المرابطين الذين التقيت بهم أثناء قيامي بالحروب الصحراوية. يداه مكبلتان بالسلاسل, رغم الكسور والجروح التي أصيب بها أثناء المعركة, وكان وجهه مضغوطا لأنه كان مغطيا رأسه ( بالَجَرِدْ) ويجر نفسه بصعوبة نظراً لتعبه أثناء السفر بالبحر, وبالإجمال يخيل لي أن الذي يقف أمامي رجل ليس كالرجال له منظره وهيبته رغم أنه يشعر بمرارة الأسر, ها هو واقف أمام مكتبي نسأله ويجيب بصوت هادئ وواضح."


غراتسياني: لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة لفاشستية ؟
أجاب الشيخ: من أجل ديني ووطني

غراتسياني:ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه ؟

فأجاب الشيخ: لا شئ إلا طردكم … لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله.

غراتسياني: لما لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك إن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم ؟.
فأجاب الشيخ: لا يمكنني أن أعمل أي شئ … وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح…
ويستطرد غرسياني حديثه "وعندما وقف ليتهيأ للإنصراف كان جبينه وضاء كأن هالة من نور تحيط به فارتعش قلبي من جلالة الموقف أنا الذي خاض معارك الحروب العالمية والصحراوية ولقبت بأسد الصحراء. ورغم هذا فقد كانت شفتاي ترتعشان ولم أستطع أن أنطق بحرف واحد, فانهيت المقابلة وأمرت بإرجاعه إلى السجن لتقديمه إلى المحاكمة في المساء, وعند وقوفه حاول أن يمد يده لمصافحتي ولكنه لم يتمكن لأن يديه كانت مكبلة بالحديد."

المحاكمة

عقدت للشيخ الشهيد محكمة هزلية صورية في مركز إدارة الحزب الفاشستي ببنغازي مساء يوم الثلاثاء عند الساعة الخامسة والربع في 15 سبتمبر 1931م،
وبعد ساعة تحديداً صدر منطوق الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت،
وعندما ترجم له الحكم، قال الشيخ "إن الحكم إلا لله … لا حكمكم المزيف ... إنا لله وإنا أليه لراجعون".



واتهموه بإثارة العصيان وقيادته ضد سلطات الدولة الإيطالية ، داخل أراضي المستعمرة ، وباشتراكه في نصب الكمائن للوحدات المعزولة من قواتنا المسلحة وفي معارك عديدة وأعمال الإغارة للسلب والنهب واللصوصية مع ارتكاب جرائم قتل بدافع نزعته إلى القسوة والتوحش ، وأعمال البطش والتنكيل ، بقصد إحداث الدمار وسفك الدماء لفصل المستعمرة عن الوطن الأم .
وحضر أيضا المترجم السيد نصري.


يكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة ، بعد تحذيره حسبما هو مقرر ، فيؤديها بصوت عال وبالصيغة التالية : (( أقسم بأنني سأنقل الأسئلة إلى الشخص المقرر استجوابه بواسطتي بأمانة وصدق ، وبأن أنقل الردود بأمانة )) .

فيوجه الرئيس ، عن طريق الترجمان ، أسئلة للمتهم حول هويته ، فيدلي بها بما يتفق مع ما تقدم ، ومن ثم ينبه عليه بالانصات إلى ما سيسمع . وعند هذه النقطة ، يثبت في المحضر طلب وكيل النيابة بإعفاء المترجم نصري من المهمة بسبب وعكة ألمت به والاستعاضة عنه بالكواليير لومبروزو ابن آرونه وماريا قاندوس ،
فيكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة ، بعد تحذيره نظاميا ؛


يتلو كاتب الجلسة صحيفة الاتهام ، فيتولى الترجمان ترجمتها للمتهم ، ويسرد بعدها قائمة المستندات والوثائق المتصلة بالدعوى ،


وبعد سردها يكلف الرئيس الترجمان بترجمتها ، حيث إن المتهم غير ملم باللغة الإيطالية ، ومن ثم يبدأ استجوابه حول الأفعال المنسوبة إليه ؛ فيرد عليها ، ويتولى الترجمان ترجمة ردود المتهم عليها .


ويثبت بالمحضر أن المتهم يرد بانتظام عن كل اتهام حسب ما جاء في محضر استجوابه المكتوب ، معترفا بأنه زعيم المقاومة في برقة وبهذه الصفة فهو الفاعل والمحرض لجميع الجرائم التي اقترفت في أراضي المستعمرة خلال العقد الأخير من الزمن ، أي الفترة التي ظل خلالها الرئيس الفعلي للمقاومة .

وردا عن سؤال ، يجيب :

منذ عشر سنوات ، تقريبا ، وأنا رئيس المحافظية . ويثبت هنا أن المتهم ظل يرد عن كل سؤال محدد حول تهمة بعينها ، بقوله : (( لا فائدة من سؤالي عن وقائع منفردة ، وما أرتكب ضد إيطاليا والإيطاليين ، منذ عشر سنوات وحتى الآن ، كان بإرادتي وإذني ، عندما لم أشترك أنا نفسي في تلك الأفعال ذاتها )) .وردا عن سؤال ، يجيب : (( كانت الغارات تنفذ أيضا بأمري وبعضها قمت بها أنا نفسي )) .
يعطي الرئيس الكلمة لوكيل النيابة : بعد أن تناول الكلمة ، أوجز مطلبه في أن تتكرم المحكمة ، بعد تأكيد إدانة المتهم بالجرائم المنسوبة إليه ، بإصدار حكم الإعدام عليه وما يترتب عليه من عومل

الإعدام



في صباح اليوم التالي للمحاكمة الأربعاء، 16 سبتمبر 1931( الأول من شهر جمادىالأول من عام 1350 (، اتخذت جميع التدابيراللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران،
واحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المعتقلين السياسيين خصيصاً من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم.
واحضر الشيخ عمر المختار مكبل الأيدي، وعلى وجهه ابتسامة الرضا بالقضاء والقدر،

وبدأت الطائرات تحلق في الفضاء فوق المعتقلين بأزيز مجلجل حتى لا يتمكن عمر المختار من مخاطبتهم،

وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً سلم الشيخ إلي الجلاد، وكان وجهه يتهلل استبشاراً بالشهادة وكله ثبات وهدوء، فوضع حبل المشنقة في عنقه، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يأذن في صوت خافت آذان الصلاة، والبعض قال انه تمتم بالآية الكريمة "يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية" ليجعلها مسك ختام حياته البطولية. وبعد دقائق صعدت روحه الطاهرة النقية إلي ربها تشكوأليه عنت الظالمين وجور المستعمرين.
وسبق إعدام الشيخ أوامر شديدة الحزم بتعذيب وضرب كل من يبدي الحزن أويظهر البكاء عند إعدام عمر المختار، فقد ضرب جربوع عبد الجليل ضرباً مبرحاً بسبب بكائه عند إعدام عمر المختار. ولكن علت أصوات الاحتجاج ولم تكبحها سياط الطليان، فصرخت فاطمة داروها العبارية وندبت فجيعة الوطن عندما على الشيخ شامخاً مشنوقاً، ووصفها الطليان "بالمرأة التي كسرت جدار الصمت".
 

..........................................
 
 
منقول من 

شبكة السراب الثقافية

ابو القاسم الشابي

معلومات عن ابو القاسم الشابي , قصة حياة ابو القاسم الشابي , نبذة عن ابو القاسم الشابي

أبو القاسم الشابي
1909 ـ 1934



وُلِدَ أبو القاسم بن محمد الشابي يوم الأربعاء في 24/ شباط / 1909 في قرية الشابية قرب توزر ( وسط وغرب تونس ) ضمن عائلة تعشق العلم والأدب فوالده محمد من خرّيجي الأزهر بالقاهرة ومن جامع الزيتونة بتونس فبعد تخرّجه عُيّنَ في سلك القضاء قاضيا متنقّلاً من مدينة إلى أخرى التي مكّنتْ شاعرنا من التعرّف على معظم المدن التونسية حيث كان يُرافق والده في تنقلاته إلى أن التحق بالمدرسة الابتدائية فاقتصرت مرافقته لوالده أثناء العطل المدرسية فقط . وإنه تأثّر بثقافة والده حيث قال عنه : (( إنه أفهمني معاني الرحمة والحنان ، وعلّمني أن الحق خير ما في هذا العالم وأقدس ما في هذا الوجود )) . ولشدّة تأثره بوالده اقتصرت دراسته الابتدائية على اللغة العربية دون غيرها .
وقبل أن يُتِم الثانية عشرة من عمره أرسله والده إلى مدينة تونس عام 1920 لمتابعة دراسته الثانوية في جامع الزيتونة حيث كانت دراسته الأساسية " الفقه واللغة العربية " وحصل على الشهادة الثانوية عام 1927ثم التحق في مدرسة الحقوق التونسية وبدأ سنته الدراسية الجديدة ( 1928 ـ 1929 ) وكان يتردّد على المكتبات العامة لاسيما مكتبة الصادقيّة والمكتبة الخلدونية وكانت أهم مطالعاته : الأدب العربي القديم ـ الأدب العربي الحديث وأدب المهجر والمنشورات المصرية ـ الأدب الأوروبي من خلال الترجمات العربية والمؤلّفات المُعَرّبة . وفي أوقات فراغه كان يتردّد على المجالس الأدبية والحلقات الدراسية والمنتديات الفكرية . هذه المطالعات كوّنت لديه ثقافة عربية واسعة جمعت بين التراث العربي القديم في أزهى عصوره وبين روائع الأدب الحديث بمصر وسورية ولبنان والعراق والمهجر ولم يكن يعرف لغة أجنبية ، فتمكن بفضل مطالعاته الواسعة من استيعاب ما تنشره المطابع العربية عن آداب الغرب وحضارته .
كان باكورة شِعره قصيدة ( ياحُب ) نظمها عام 1923 ثم توالت أشعاره تُنشَر في الصفحات الأدبية للصحف والمجلات لاسيما خلال عامي 1926 ـ 1927 . ثم ظهر شعره عام 1929 مجموعاً في المجلّد الأول من كتاب : ( الأدب التونسي في القرن الرابع عشر ) للأديب التونسي زين الدين العابدين السنوسي .
بعد هذا الظهور الرائع لأعماله فقد ألقى في شهر شباط عام 1929 في قاعة الخلدونية بتونس محاضرة مشهورة عن " الخيال الشعري عند العرب " استعرض فيها كل ما أنتجه العرب من الشِعر ، في مختلف الأزمنة وفي كل البلدان ، من القرن الخامس إلى العشرين ومن الجزيرة العربية إلى الأندلس وقد أثارت هذه المحاضرة بتونس والمشرق العربي سلسلة من ردود الفعل العنيفة ضده لما أظهر فيها الذوق والجرأة والطرافة في أسلوبه المميّز .
أقبل عليه صيف عام 1929بهموم جديدة فشعَر بمرض تضخّم القلب وبوفـاة والده يوم الأحد في 8/إيلول/1929 .
في بداية عام 1930 بدأ بكتابة مذكراته لكنه توقف للأسف بعد فترة قصيرة وأتم في تلك السنة دراسته في مدرسة الحقوق التونسية ، بالرغم من ازدياد مرضه ، كان يسهر على مصالح عائلته ويواصل إنتاجه بكتابة الشعر والنثر بالرغم من نصح الأطباء له بالتوقف عن ذلك .
لم يكن شاعرنا يغادر ( توزر) إلاّ في الصيف ويقصد مناطق الاصطياف الجبلية مثل ( عين دراهم ) شمال تونس عام 1932 و ( المشروحة ) في الجزائر عام 1933 وقد بدأ في صيف 1934 في جمع ديوانه ( أغاني الحياة ) فنسخه بنفسه بنيّة طبعه في مصر ، لكن أزماته النفسية والجسدية أعادته إلى صراعه المرهق والمؤلم مع المرض الذي أجبره للذهاب إلى تونس في 26/ آب / 1934 للمعالجة ودخل في 3/ تشرين أول / 1934 المستشفى الإيطالي صارع فيه المرض لمدة أسبوع إلى أن توفي يوم الثلاثاء في 9/تشرين أول/1934 ساعة الفجر . نُقِل َجثمانه إلى بلدة ( توزر) ودفن فيها .
كان أبو القاسم الشابي نحيف الجسم ، مديد القامة ، قوي البديهة ، سريع الانفعال ، حادّ الذهن ، يراه أصدقاؤه : بشوشاً ، كريماً ، وديعاً ، متأنّقاً ، طروباً لمجالس الأدب يحب الفكاهة الأدبية . كان محباً لبلاده صادق الوطنية يؤمن بأن لقادة الفكر رسالة إنسانية سليمة حاول جهده أن يحقّقها في أثناء حياته القصيرة قولاً وعملاً .
من مؤلّفــــاته :

ـ (الخيال الشعري عند العرب ) وكانت صفحة الإهداء لوالده .
ـ ديوان ( الينبوع ) : الذي أوكل صديقه الدكتور أحمد زكي بإصداره
ـ ديوان ( أغاني الحياة ) : منشورات دار الكتب الشرقية بتونس ، الطبعة الأولى
عام 1955 .
 
مقتطفــات من شِعــره :

1 ـ من قصيدة : ( إرادة الحياة ) :
إذا الشعبُ يوماً أرادَ الحياة فلا بُدَّ أن يستجيب القدرْ
ولا بُدَّ للّيـلِ أن ينجــلي ولا بُدَّ للقَيْـدِ أن ينكسِرْ
ومَن لم يُعانِقْه شوْق الحياة تبخَّرَ في جوِّها ، واندثَرْ
فويـلٌ لمن لم تَشقهُ الحياةُ من صفْعة العدَم المنتصِرْ
كذلك قالـت ليَ الكائنـات وحدَّثني روحها المُستترْ

2 ـ من قصيدة : ( الحُــب ) :
الحُبُّ شُعلة نورٍ ساحرٍ ، هبطتْ من السـماء ، فكانتْ ساطعَ الفلَق ِ
يطوفُ في هذه الدنيـا ، فيجعلها نجْماً ، جميلاً ،ضحوكاً ، جدَّ مؤتلق
لولاه ما سُمِعَتْ في الكونِ أغنيةٌ ولا تـآلفَ في الدنيـا بَنُو أُفُــقِ

3 ـ من قصيدة : ( من أغاني الرُّعاة ) :
أقبلَ الصُّبْـحُ يُغَنِّي للحيـاة الناعسـهْ
والرُّبى تحلمُ في ظلِّ الغصون المائسهْ
والصَّبا تُرْقِص أوراقَ الزّهورِ اليابسهْ
وتَهادَى النُّورُ في تلك الفِجاجِ الدّامِسهْ

4 مـ ن قصيدة : ( الطّفــولة ) :
للّــه ما أحلى الطّفولة ! إنها حلم الحيـــاة
عهدٌ كمعسول الرؤى ما بين أجنحة السّبات ...
ترنو إلى الدنيــا ، وما فيها بعيـن باســمةْ
وتسير في عدوات واديــها بنفس حالمـهْ ...

5 ـ من قصيدة : ( زوبعة في ظلام ) :
لو كانت الأيــام في قبضــتي أذريتــها للريح ، مثل الرّمالْ
وقلت : (يا ريــح ، بها فاذهبي وبَدِّديها في ســحيق الجبالْ )
( بل في فجاج الموت .. في عالَمٍ لا يرقص النّور به والظِّـلالْ )

6 ـ من قصيدة : ( أغنية الأحزان ) :
غنَّني أنشودة الفجر الضَّحوكْ
أيـــها الصـــداحْ !
فلقد جرَّعني صـوت الظّلام
ألَماً علَّمني كـره الحيــاة
إن قلبي مَلَّ أصـداء النّواح
غنني ، يا صـــــاح
!

................................

منقول من 
شبكة السراب الثقافية